الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الأنسان والثقافة

            (الإنسان والثقافة)

الثقافة هي نزعة نفسية أصيلة.فالأنسان المثقف إنسان يحب الغوص في كنه الأشياء ومعرفة خفاياها وأسرارها،وهو إن لم يكن باحثاً عنها سيلفه الغموض واللافهم.فالثقافة جانب فاعل وحيوي يشمل توجه الفرد المثقف قاطبة،فيجب على الثقافة ان تكون فاعلة ومؤثرة في المحيط ومتأثرة أيظاً،كونها نشاط جمعي لايقصي او يحيد أي فئة كانت،كونها متوافقة في الأصل مع البيئة الزمانية والمكانية،أوتتعداها كونها حاجيات إجتماعية تشمل منحنيات عدة.
إن الثقافة في الأصل هي :عملية التمازج الفكري واللغوي والبيئي أيظاً،التي توسع مدى الرؤيةوتفتح آفاقاً بعيدة واسعة للعقل،ولكي تكون الثقافة هي إرث فعلي فهي مرتبطة بالأخلاق فلا ثقافة من دون أخلاق،وإلا لتحول المجتمع الى حياة الغابة من جديد.
فالثقافة هي عملية بحث وإستقصاء عن مدلولات الأشياء.وهذا الموضوع يقودنا للسؤال عن متى يكون الإنسان مثقفاً وليس متثاقفاً..?
أي متى يمتلك الإنسان ثقافة أصيلة ليكون بها صاحب رؤية ونقد.
إن حب المعرفة يلعب هنا دور أساسي في إنشاء مراحل التثقيف،وللبشرية هنا تأريخاً غنياً في إبراز اولى مراحل التفكير في قضايا الوجود.فالثقافة في الأصل ممتدة الجذور،ابتداءاً من اللحظة التي أستطاع الأنسان الأول أن يعقل مشاعره وأفكاره عن طريق ابتكار اللغة ومن ثم الكتابة،فالثقافة ضرورية لتنقلنا من واقع الأنا المتوحدة الى الفعل الجمعي،كونها قاسم مشترك في كل التكوينات الأجتماعية.ولها اثر عظيم في حياة الأمم.فالأمم التي تحيي ثقافتها وتحولها سلوكاً عملياً على الأرض هي أكثر الأمم قدرة على الريادة.
من هنا ندرك الأثر الذي تحدثه الثقافة في مجرى حياة الشعوب.
فاثرها يبدأ أولاً من بلورة فكرة الفرد الذي يتأثر بفكرة المجموع سلباً أو إيجاباً.
ومن هنا يتدخل عنصر البيئة إذ أنه حين تتقلص ملامح الأنسجام مع البيئة والثقافة المنشودة،تتحول الى ردة فعل عكسية تجعلنا ننسحب من جديد الى العوالم المظلمة ..نستحلب الخرافة ونتنفس الأسطورة ..ونهيم في العوالم السحرية.
  
                        (وعي محتمل)                                                                

كنا نتمنى ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نحكم قبضتنا على الذرة وعناصر الضوء،وأن تمتد قدراتنا لأبعد من هذا ونسافر عبر الزمن.
وعلى مايبدو أننا مازلنا نغرق في وحل الخرافة وفي تصدعات الجهل.
فإذا كانت البندقية أفصح لساناً من قانون نيوتن،والفكر الأرهابي أفصح لساناً من قانون الجذب العام ،فنحن سنبني نظريتنا على أساس لكل عنف رد عنف ،وبعد فترة من الزمن سنبطل قانون الطرد المركزي ونقوم بتكثيف جزيئات الفساد،ونطرد مصلحة الوطن.
فالجهل ماهو إلا نتاج خبيث لأنعدام الوعي،فيجب علينا أن نعي وندرك أين تقف بنا المصلحة ،ونأخذ بالحسبان كل عوامل التقدم والنهوض.
لنردم هذا الصدع التأريخي ،ونمضي في ركب العصر.
                  بقلم/معاذ البعداني

                

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

                          (الغربة)

إن الوضع الذي يطرأ على المرء أزاء تقريره الأغتراب ،هو وضع يقوم على توثيق اللحظة والأخذ بالحسبان مايترتب على هذا التقرير من نتائج والتي لايمكن أن يتوقعها إجمالاً فتضل الرحلة متروكة للمستقبل . ولأنها رحلة في الزمان والمكان معاً يشوبها الأرتقاب الطويل ويرافق هذا تزاحم شديد للأفكار فيبدأ المرء بتخطي أبعاده النفسية ويستقصي أطراف المعظلة هذا إن جاز لنا أن نسميها معظلة ،بينما هي في الحقيقة مرحلة توليد جديدة للذات.
والغربة لايقتصر معناها على البعد عن الوطن فالغربة لها وجوه أخرى تتفاوت درجاتها كلاً على حسب الضروف التي يعيشها المرء.
فقد يشعربالغربة في وطنه ولربما يشعر بها في محيطه الأجتماعي,وأحياناً مع ذاته.
فالغربة قد تكون فعل أختياري أوفعل مفروض ،من هنا يجب أن يتعايش المرء مع هذا الضرف،وهناك معنى يجب ان لانتغافل عنه وهو طبيعة الدافع الذي يحفز المرء على الأغتراب في الفعل الأختياري ،فقد يكون الدافع أقتصادياً صرفاً،أوقد يكون بحثاً عن الهوية النفسية والضروف الملائمة للعيش،أو  يكون من قبيل الترويح عن النفس كما يحدث في السفر السياحي... وغير ذلك،فكل تفكير في الأغتراب يسبقه تهيئ نفسي وأستعداد ذهني أيظاً.
فمسافات الأرتباط والحنين التي يجب أن يجتازها الإنسان في سفره وإبتعاده عن الوطن تشغل حيزاً في ذهنه،فيتغلب المرء على هذه المشاعر السلبية برصد الأهداف المستقبلية والعائد المعنوي والمادي الذي يحصل عليه المرء من غربته.
فالغربة هي تجوال في الذات...ورصد لتعابير الأحاسيس …وتفوق على لغة الحنين.
وكما قال تشيخوف:(الجثة فقط تحتاج الى ثلاثة أمتار...أما الأنسان فيحتاج الى العالم بأسرة.. ليدرك ميزات نفسه...وخواص روحه الحرة).

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

الأختلاف في الرأي

                    الأختلاف في الرأي
ان سمة الأختلاف هي سمة ضرورية للوصول الى المنطق السليم،والمتفق عليه،فالأختلاف يزيد المواضيع غناًوإثراءاً.
لكن يجب ان لا يصل الى درجة التعصب في الرأي،
فيجب أن يكون هناك تقارب في المفاهيم،فالكل ينظر ولكن تختلف زاوية الرؤية،فالتوحد يكون ضمن التعدد والأتفاق ضمن حقيقة التنوع.
لكن بالنظر الى حال الأمة اليوم وماحل بها من مظاهر الفرقة بين المسلمين أنفسهم،فهذا يدل على التعصب الأعمى،والذي لايستند الى وحي الرسالة المحمدية السمحة والتي دعت الى الوحدة والتلاحم ونبذ الفرقة، ودعت أيظاً الى تكريس مبدأ الأخوة في الدين،
حيث يقول الله تعالى(انما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم)إذاً فالأبتعاد عن النهج السليم هو ماقاد الامة الى هذه الحالة المريرة من الصراعات والأطماع والنزاعات البغيظة. التي مزقت كلمة الأمة،وشقت صفوفهم،فيجب علينا الرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.لنكون أمة وسطاً،لا غلو يمزقنا ولا تطرف يسحقنا.بل نكون عباداً لله أخواناً متعاونين على البر والتقوى ،حيث قال الله تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان)
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجنب 
هذه الأمة شر الأختلاف المكروه،وان يوحد كلمتها على مايحب ويرضاه.